[ هل غضبت من أحبائك ذات مرة وبشدة .. فانسكب في نفسك شيء من النفور ، وامتلأ قلبك بمشاعر سلبية تجاههم ؟
فتنقلب حياتك في لحظات الخصام مع أحبتك ، وما اعتقدته سحابة صيف يتحول إلى غيوم سوداء ملبدة ، وبرق ورعد وصواعق وعواصف ووحل ؟
وتتحول أنت بعدها إلى شخص آخر ، جاف الطباع .. تختار أقسى الكلمات وأخشنها .. تتحدث باقتضاب .. وترد بقسوة .. ويصبح الجو مشحونًا ملغومًا ، أي شيء يستفزّك ، أي موقف يدفع بحنجرتك لتعمل بأعلى كفاءة ليمتلئ البيت صراخًا ، وتتجمع كل تقاطيع وجهك المنبسطة في عقدة مخيفة تحتل كل الجبين ؟
وأنت إذا تتأمل نفسك تنبهر بما يحدث ! فأنت لست بهذه القسوة ولا تلك العصبية ! وتتساءل : كيف تبرد مشاعرك الدافئة ؟ وكيف يغتال الصراخ عذوبة حديثك ؟ وكيف تقف الكلمات الحنونة الجميلة على أطراف شفتيك تتسلل إلى الداخل كلما هممت بتلفظها ؟
ألا تختلط عليك مشاعرك حينها ، وتتساءل : كيف يتوارى الحب فجأة ليختفي خلف هذا الجبل الهائل من الغضب ؟ مالذي يعكّر صفو نهر الحب الجاري بين الأحبّة بهذه الصورة وهذا القدَر ؟
ألا تنتظر ما ينعش فؤادك ؟ كلمة ، لفتة ، عتاب ، فلا تجد سوى دموعك مطرًا ينهمر لتنبت كل الأوجاع ! فتُصاب بالخيبة والكآبة ، وتتمنى أن لا تطول لحظات الخصام ، وتتمنى أن يعطيك حبيبك إشارة ولو صغيرة لتلقي بحمول فؤادك المضنية عند أعتاب قلبه
لتكتشف حينها أن الذي أتعبك هو ليس المشاكل بذاتها واختلاف وجهات النظر ، إنما البعد وطول فترة الخصام ! فالحياة من غير أحبّتنا جافّــــة ..
فمن يهزم الخوف والكآبة والألم والوحدة ؟ من يفعل ذلك غير الأحبّة ؟
وطالما الأمر كذلك ، فلماذا نطيل لحظات الخصام فنجعلها تأكل جهدنا ووقتنا وعمرنا وحبّنا ؟
لماذا ندع الغضب يحرق فرحتنا وأعصابنا ؟
نعم .. نحن نتخاصم مع أحبّتنا .. مع أزواجنا ، مع أولادنا ، وإخواننا ، وأصدقائنا ..
لكن ، كيف نتعامل مع هذا الخصام ؟ ألا نبالغ في تعقيده شيئًا فشيئًا حتى يستعصي الحلّ ؟
لماذا لا نعطيه حجمه الحقيقي من جهدنا ووقتنا ؟ لماذا لا نسعى للصلح ؟
عندما نعيش حلاوة الصلح ، تتقزّم مرارة الخصام في نفوسنا ..
ومَن غير الأحبّة نعيش معهم حلاوة القرب ؟
فما أتعسنا بخصامكم أيها الأحبّة ! وما أجمل الصلح بعد الخصام .. ]
انتهى المقال وأعتذر حقيقةً لأني لا أعرف مصدره واسم كاتبه ، حيث كنت أحتفظ به في ملف قديم
لكني أودّ أن أقول كلمتين أخيرتين ..
- إذا أغضبكَ حبيبكَ يومًا ، فاحرص على أن تلتمس له العذر فيما صدر منه ، ولتكن الأخوّة بينكما أكبر من أي شيء آخر ..
فهي كنز لا يقدّر بثمن
- وإذا أغضبتَ حبيبكَ يومًا ، فاحرص على أن تعيد مياه المحبّة إلى مجاريها ، بتقديم العذر السريع إليه .. وأقول السريع ، لأن إطالة الجفاء تقطع حبال المودّة
حفظكم الله وحفظ لكم أحبتكم وحبّب خير خلقه فيكم